ظاهرة “أنفاس الليل” في رواية محمد صبَّاح: بين الغموض والمغامرة
رواية انفاس الليل |
في عالم الأدب العربي الحديث، تبرز رواية أنفاس الليل للكاتب محمد صبَّاح كعمل أدبي ينسج بين الخيال والغموض في إطار سردي مشوق يجذب القارئ منذ الصفحات الأولى. الرواية، التي تدور أحداثها في مدينة خيالية تُعرف بـ”مدينة الأضواء”، تستعرض قصة مليئة بالإثارة والتشويق، حيث يتقاطع الواقع بالخيال، ويتحد الإنسان مع الأسطورة لمواجهة قوى الظلام.
أحداث غامضة ومدينة مضيئة
تتمحور القصة حول الشاب “آدم”، الكاتب والمحقق الخاص الذي يعيش في مدينة تبدو للوهلة الأولى مكانًا مثاليًا بسبب أضوائها الساطعة وهدوئها الساحر ، لكن خلف هذا الهدوء يكمن سرّ مظلم يظهر في إحدى الليالي عندما تغرق السماء في ظلام غير مألوف، معلنة عن ظاهرة تُعرف بـ”أنفاس الليل”. يُقال إن هذه الظاهرة النادرة تحمل معها قوى خارقة وأحداثًا غريبة تخيف سكان المدينة.
خلال تلك الليلة، يُعثر على جثة في ظروف غامضة، مما يثير فضول آدم ويدفعه إلى التحقيق في القضية بمساعدة “ميرا”، الصحفية الشغوفة التي تمتلك معرفة واسعة بالأساطير المحلية.
تتشابك خيوط الرواية عندما يلتقي آدم برجل غامض يحذره من خطر داهم يتمثل في كيان شرير يُدعى “الظل”. تشير الأسطورة إلى أن هذا الكيان كان محتجزًا لسنوات طويلة، لكنه يحاول الآن العودة والسيطرة على المدينة. من هنا، تبدأ رحلة مليئة بالمغامرات والخطر، حيث ينضم آدم وميرا إلى جماعة الحراس، وهي منظمة سرية تعمل على حماية المدينة من قوى الظلام.
يكمن التحدي الأكبر في العثور على قطعة أثرية تُسمى “المرآة السوداء”، التي تحمل مفتاح مواجهة “الظل” ومنعه من استعادة قوته. وبينما يواجهان مخاطر كبيرة، يكتشفان أسرارًا غامضة عن المدينة نفسها وعن ماضيها المرتبط بالقوى الخارقة.
بين التشويق والرمزية
تميزت أنفاس الليل بأسلوبها السردي المحكم ولغتها الغنية، حيث نجح محمد صبَّاح في خلق عوالم خيالية تمزج بين الواقع والخيال بأسلوب مشوق.
الرواية لا تكتفي بكونها مغامرة مثيرة، بل تحمل بين طياتها رسائل رمزية عن الصراع بين النور والظلام، والخير والشر، وكيف يمكن للأفراد العاديين أن يصبحوا أبطالًا في وجه قوى لا تُقهر.
أنفاس الليل هي أكثر من مجرد رواية غامضة إنها دعوة لاستكشاف المجهول، والتفكير في القوى التي تُشكل عوالمنا، سواء كانت ظاهرة أم خفية.
تُعد هذه الرواية إضافة مميزة إلى مكتبة الأدب العربي المعاصر، وتجربة قراءة لا تُنسى لمحبي التشويق والمغامرات